الملتقى الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجنة الملتقى


    هل حددت هدفا في حياتك ... لماذا خلقت؟؟

    avatar
    محمد عبدالحليم
    مشرف عام
    مشرف عام


    عدد المساهمات : 65
    تاريخ التسجيل : 12/07/2011

    هل حددت هدفا في حياتك ... لماذا خلقت؟؟ Empty هل حددت هدفا في حياتك ... لماذا خلقت؟؟

    مُساهمة  محمد عبدالحليم الثلاثاء يوليو 26, 2011 5:54 pm

    هل حددت هدفا في حياتك ... لماذا خلقت؟؟ Z
    واعلم أنك قد خلقت في هذه الدار لغرض
    خاص ؛

    لأن الله تعالى منزه عن
    العبث . وقد قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن
    والانس إلا ليعبدون ) (3)
    وقد
    جعلها مكتسبا لدار القرار ، وجعل بضاعتها الأعمال الصالحة ، ووقتها العمر ،
    وهو قصير جداً بالنظر إلى ما يطلب من السعادة الأبدية ، التي لا انقضاء
    لها .
    فإن اشتغلت بها ، واستيقظت استيقاظ
    الرجال ، واهتممت بشأنك اهتمام الأبدال ، رجوت أن تنال نصيبك منها ، فلا
    تضيع عمرك في الإهتمام بغير ما خلقت له ، يضيع وقتك ، ويذهب عمرك بلا فائدة
    ؛ فان الغائب لا يعود والميت لا يرجع ،
    وتفوتك
    السعادة التي خلقت لها . فيالها حسرة لا تفنى ، وغبن لا يزول ، إذا عاينت
    درجات السابقين ، وأبصرت منازل المقربين ، وأنت مقصر من الأعمال الصالحة ،
    خلي من المتاجر الرابحة ! فقس ذلك الالم على هذه الآلام ، وادفع أصعبهما
    عليك وأضرهما لك ، مع أنك تقدر على دفع سبب هذا ، ولا تقدر على دفع سبب ذاك
    .
    كما قال علي عليه السلام : « إن صبرت
    جرى عليك القضاء وأنت مأجور ، وأن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مأزور ،
    فاغتنم شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، واجعل الموت نصب عينك ، واستعد
    له بصالح العمل ، ودع الإشتغال بغيرك ، فإن الموت يأتي إليك دونه » .
    وتأمل قوله تعالى :

    ( وان ليس للإنسان إلا ما سعى *
    وأن سعيه سوف يرى )

    فقصر
    أملك ، وأصلح عملك ، فإن السبب الأكثري الموجب للإهتمام بالاموال
    والأولاد طول الأمل .
    وقد قال النبي صلى
    الله عليه وآله لبعض أصحابه :
    « إذا
    أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح ، وخذ من
    حياتك لموتك ، ومن صحتك لسقمك ، فإنك لا تدري ما اسمك غداً .
    وقال علي عليه السلام : «إنّ أشدّ ما أخاف عليكم خصلتان :

    إتّباع الهوى ، وطول الأمل ؛ فأمّا
    اتّباع الهوى فإنّه يعدل عن الحق ، وأمّا طول الأمل فإنه يورث الحبّ للدنيا
    .
    ثم قال: « ألا إن الله يعطي الدنيا
    لمن يحب ويبغض ، وإذا أحب عبداً أعطاه الإيمان ، ألا إن للدين أبناء ،
    وللدنيا أبناءً ، فكونوا من أبناء الدين ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ،
    ألا إن الدنيا قد أرتحلت مولية ، ألا إن الآخرة قد أرتحلت مقبلة ، إلا
    وإنكم في يوم عمل ليس فيه حساب ، ألا وإنكم توشكون في يوم حساب ليس فيه عمل
    .

    واعلم ان محبوبا يفارقك ، وتبقى
    على نفسك حسرته وألمه ، وفي حال إصاله كدك وكدحك وجدك واجتهادك ، ومع ذلك
    لا يخلو زمانك معه من تنغيص به أو عليه ، لأجل أن تتسلى عنه ، وتطلب لنفسك
    محبوباً غيره ، وتجتهد في أن يكون موصوفاً بحسن الصحة ، ودوام الملازمة ،
    وزيادة الأنس ، وتمام المنفعة .
    فإن ظفرت
    به فذلك هو الذي ينبغي أن يكون بغيتك التي تحفظها ، وتهتم بها ، وتنفق
    وقتك عليها ، وهو غاية كل محبة ، ومنتهى كل مقصد ، وما ذاك إلا الإشتغال
    بالله ، وصرف الهمة إليه ،
    وتفويض ما خرج
    عن ذلك إليه ، فإن ذلك دليل على
    حب
    الله تعالى ، يحبهم ويحبونه والذين آمنوا أشد حباً لله .
    وقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحب لله من شرط
    الإيمان ،

    فقال : « لا يؤمن أحدكم
    حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
    ولا يتحقق الحب في القلب ( أحدكم لأحد) مع كراهته لفعله
    وسخطه به ، بل مع عدم رضاه على وجه الحقيقة ، لا على وجه التكلّف والتعنت .

    وفي أخبار داود عليه السلام
    يا داود ، أبلغ أهل أرضي : اني حبيب من أحبني ، وجليس من
    جالسني ، ومؤنس لمن أنس بذكري ، وصاحب لمن صاحبني ، ومختار لمن اختارني ،
    ومطيع لمن أطاعني . ما أحبني أحد أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلا قبلته لنفسي ،
    ( وأحببته حباً ) لا يتقدمه أحد من خلقي ، من طلبني بالحق وجدني ، ومن طلب
    غيري لم يجدني . فارفضوا ـ يا أهل الأرض ـ ما أنتم عليه في غرورها ،
    وهلموا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي ، وأنسوا بي اُؤانسكم ،
    واُسارع إلى محبتكم .

    وأوحى الله
    تعالى إلى بعض الصديقين :
    « إن لي
    عباداً من عبادي ، يحبوني واُحبهم ، ويشتاقون إلي وأشتاق إليهم ، ويذكروني
    وأذكرهم ، فإن أخذت طريقتهم وأحببتك ، وإن عدلت عنهم مقتك .

    فقال : يارب وما علامتهم ؟
    قال : يراعون الظلال بالنهار ، كما يراعي [ الراعي ]
    الشفيق غنمه ، ويحنون إلى غروب الشمس ، كما تحن الطير إلى أوكارها عند
    الغروب ، فإذا جنهم الليل ، وأختلط الظلام ، وفرشت الفرش ، ونصبت الأسرة ،
    وخلا كل حبيب بحبيبه ، ونصبوا إلي أقدامهم ، وافترشوا لي وجوههم ، وناجوني
    بكلامي ، وتملقوني بإنعامي ، ما بين صارخ وباك ، وما بين متأوه وشاك ، وبين
    قائم وقاعد ، وبين راكع وساجد ، بعيني ما يتحملون من أجلي ، وبسمعي ما
    يشكون من حبي ، اقل ما أعطيهم ثلاثاً :

    الاول : أقذف من نوري في قلوبهم ، فيخبرون عني ، كما اُخبر
    عنهم .

    والثاني : لو كانت السماوات
    والأرضون وما فيهما في موازينهم ، لا ستقللتها لهم .

    والثالث : أقبل بوجهي عليهم ، أفترى من أقبلت بوجهي عليه ،
    يعلم أحد ما أريد أن أعطيه »

    وقال
    تعالى : ( لكَيْلا تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ
    وَلاَ تَفْرَحُوا بمَا آتاكُم )

    واعلم أن الرضى
    بقضاء الله ـ تعالى ـ ثمرة المحبة لله ، إذ من أحب شيئاً رضي بفعله ، ورضى
    العبد عن الله دليل على رضى الله تعالى عن العبد ، رضي الله عنهم ورضوا عنه
    ، وصاحب هذه المرتبة مع رضى الله تعالى عنه ـ الذي هو أكمل السعادات ،
    وأجل الكمالات ـ لا يزال مستريحاً ؛ لأنه لم يوجد منه أريد ولا أريد ،
    كلاهما عنده واحد ، ورضوان الله أكبر ، إن ذلك لمن عزم الاُمور .


    وإن اغتر بها الجاهل ـ إلى ذهاب ، ومن خاض الماء الغمر لا يجزع من بلل ،
    كما أن من دخل بين الصفين لايخلوه من وجل ، ومن العجب من أدخل يده في فم
    الأفاعي كيف ينكر اللسع ، وأعجب منه من يطلب من المطبوع على الضر النفع !

    وقال بعض العارفين :
    ينبغي لمن نزلت له مصيبة أن يسهلها على نفسه
    ، ولا يغفل عن تذكّر ما يعقبه من وجوب الفناء وتقتضي المسار ، وأن الدنيا
    دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، يجمعها من لا عقل له ، ويسعى لها
    من لا ثقة له ، وفيها يعادي من لا علم له ، وعليها يحسد من لا فقه له ، من
    صح فيها سقم ، ومن سقم فيها برم ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن استغنى فيها
    فتن .
    واعلم أنك قد خلقت في هذه الدار لغرض خاص ؛ لأن الله تعالى منزه
    عن العبث

    وقد نبه الله تعالى على فضله ، وجعله مقروناً برضا الله
    تعالى وعلامة له ،
    فقال : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه )
    ( ورضوان من الله أكبر )
    وهو نهاية الاحسان ، وغاية الإمتنان .

    وجعله النبي صلى الله
    عليه وآله دليلاً على الايمان ، حين سأل طائفة من أصحابه ، « ما أنتم ؟ »
    قالوا : مؤمنون ، فقال : « ما علامة إيمانكم ؟ » قالوا نصبر على البلاء ،
    ونشكر عند الرخاء ، ونرضى بمواقع القضاء ، فقال : « مؤمنون ورب الكعبة »

    وقال صلى الله عليه وآله : « إذا أحب الله عبداً ابتلاه ، فإن صبر
    اجتباه ، فإن رضي اصطفاه » (1) .

    وقال صلى الله عليه وآله : « إذا
    كان يوم القيامة أنبت الله تعالى لطائفة من أمتي أجنحة ، فيطيرون من
    قبورهم إلى الجنان ، يسرحون فيها ، ويتنعمون كيف يشاؤون ، فتقول لهم
    الملائكة : هل رأيتم الحساب ؟ فيقولون : ما راينا حساباً ، فيقولون : هل
    جزتم الصراط ؟ فيقولون : ما رأينا صراطاً ، فيقولون : هل رايتم جهنم ؟
    فيقولون : ما راينا شيئاً ، فتقول الملائكة : من اُمة من أنتم ؟ فيقولون من
    اُمة محمد صلى الله عليه وآله ، فيقولون : نشدناكم الله ، حدثونا ما كانت
    أعمالكم في الدنيا ؟ فيقولون : خصلتان كانتا فينا ، فبلغنا الله تعالى هذه
    المنزلة بفضل رحمته ، فيقولون : وما هما ؟ فيقولون : كنا إذا خلونا نستحي
    أن نعصيه ، ونرضى باليسير مما قسم لنا ، فتقول الملائكة : حق لكم هذا »

    وقال صلى الله عليه وآله : « أعطوا الله الرضا من قلوبكم ، تظفروا
    بثواب الله تعالى يوم فقركم والإفلاس »

    وفي أخبار موسى عليه
    السلام ، أنهم قالوا : سل لنا ربك أمراً إذا نحن فعلناه ( يرضى به عنا )
    فأوحى الله تعالى إليه : « قل لهم : يرضون عني ، حتى أرضى عنهم »

    ونظيره ما روي عن نبينا صلى الله عليه وآله : أنه قال : « من أحب أن يعلم
    ما له عند الله عزوجل ، فلينظر ما لله عزوجل عنده ، فإن الله تعالى ينزل
    العبد منه حيث أنزله العبد من نفسه »

    وفي أخبار داود عليه السلام
    : « ما لأوليائي والهم بالدينا ، إن الهم يذهب حلاوة مناجاتي من قلوبهم ،
    يا داود ، إن محبتي من أوليائي أن يكونوا روحانيين لا يغتمون »


    وروي : أن موسى عليه السلام قال : «يا ربّ ، دلّني على أمرفيه رضاك عني
    أعمله ، فأوحى الله تعالى ، اليه: أن رضاي في كرهك ، وأنت ما تصبر على ما
    تكره ، قال : يا ربّ ، دلّني عليه ، قال : فإنّ رضاي في رضاك بقضائي»

    وفي مناجاة موسى عليه السلام : «أي ربّ ، أيّ خلقك أحبّ إليك؟ قال من إذا
    أخذت حبيبه سالمني ، قال : فأيّ خلق أنت عليه ساخط؟ قال : من يستخيرني في
    الأمر ، فإذا قضيت له سخط قضائي».

    وروي ما هو أشد منه ، وذاك أن
    الله تعالى قال:
    «أنا الله ، لا إله إلاّ أنا ، من لم يصبر على بلائي ،
    ولم يرض بقضائي ، فليتخذ رباً سوائي»

    كما روي عن امرأة أنها عثرت
    فانقطع ظفرها، فضحكت، فقيل لها: أما تجدين الوجع؟ فقالت: إن لذّة ثوابه
    أزالت عن قلبي مرارة وجعه.

    وكان بعضهم يعالج غيره من علّة فنزلت
    به، فلم يعالج نفسه، فقيل له في ذلك، فقال: ضرب الحبيب لا يوجع.


    لمّا اشتد البلاء على أيوب عليه السلام قالت امرأته: ألا تدعو ربّك، فيكشف
    ما بك؟ فقال لها: « يا امرأة إنّي عشت في الملك والرخاء سبعين سنة، فأنا
    أريد أن أعيش مثلها في البلاء، لعلّي كنت أدّيت شكرما أنعم الله عليّ،
    وأولى بي الصبر على ما أبلى

    وروي أن يونس عليه السلام قال لجبرئيل
    عليه السلام: « دلّني على أعبد أهل الأرض»،
    فدلّه على رجل قد قطع
    الجذام يديه ورجليه، وذهب ببصره وسمعه،
    وهو يقول:
    إلهي! متّعتني
    بهما ما شئت، وسلبتني ماشئت، وأبقيت لي فيك الأمل
    الموضوع منقول من مندايات نور الإيمان،


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:59 pm