الملتقى الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجنة الملتقى


2 مشترك

    «۩۞۩ تَفْسِيْرُ سُوْرَةِ اَلْفَاتِحَةِ ۩۞۩

    الأُتْرُجَّةُ
    الأُتْرُجَّةُ


    عدد المساهمات : 7
    تاريخ التسجيل : 23/10/2011

    «۩۞۩ تَفْسِيْرُ سُوْرَةِ اَلْفَاتِحَةِ ۩۞۩ Empty «۩۞۩ تَفْسِيْرُ سُوْرَةِ اَلْفَاتِحَةِ ۩۞۩

    مُساهمة  الأُتْرُجَّةُ الأحد أكتوبر 23, 2011 9:01 am

    .

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

    القرآن الكريم منذ اللحظة التي نزل فيها نزل مقرونا بسم الله سبحانه وتعالى ـ ولذلك حينما نتلوه فإننا نبدأ نفس البداية التي أرادها الله تبارك وتعالى ـ وهي أن تكون البداية بسم الله. وأول الكلمات التي نطق بها الوحي لمحمد صلى الله عليه وسلم كانت { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }. وهكذا كانت بداية نزول القرآن الكريم ليمارس مهمته في الكون.. هي بسم الله. ونحن الآن حينما نقرأ القرآن نبدأ نفس البداية.
    ( الشيخ الشعراوي )

    (اللهِ) عَلَمٌ على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه, وهو أخص أسماء الله تعالى, ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين, وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله.

    ( و في فتح الباري شرح صحيح البخاري )

    قوله‏:‏ ‏(‏الرحمن الرحيم اسمان من الرحمة‏)‏ أي مشتقان من الرحمة، والرحمة لغة الرقة والانعطاف، وعلى هذا فوصفه به تعالى مجاز عن إنعامه على عباده، وهي صفة فعل لا صفة ذات‏.‏

    وقيل‏:‏ ليس الرحمن مشتقا لقولهم وما الرحمن‏؟‏ وأجيب بأنهم جهلوا الصفة والموصوف، ولهذا لم يقولوا‏:‏ ومن الرحمن‏؟‏ وقيل‏:‏ هو علم بالغلبة لأنه جاء غير تابع لموصوف في قوله‏:‏ ‏(‏الرحمن على العرش استوى‏)‏ ‏(‏وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن‏)‏ ‏(‏قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن‏)‏ ‏(‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن‏)‏ وغير ذلك‏.‏

    وتعقب بأنه لا يلزم من مجيئه غير تابع أن لا يكون صفة، لأن الموصوف إذا علم جاز حذفه وإبقاء صفته‏.‏

    قوله‏:‏ ‏(‏الرحيم والراحم بمعنى واحد كالعليم والعالم‏)‏ هذا بالنظر إلى أصل المعنى، وإلا فصيغة فعيل من صيغ المبالغة، فمعناها زائد على معنى الفاعل، وقد ترد صيغة فعيل بمعنى الصفة المشبهة، وفيها أيضا زيادة لدلالتها على الثبوت، بخلاف مجرد الفاعل فإنه يدل على الحدوث ويحتمل أن يكون المراد أن فعيلا بمعنى فاعل لا بمعنى مفعول لأنه قد يرد بمعنى مفعول فاحترز عنه، واختلف هل الرحمن والرحيم بمعنى واحد كالندمان والنديم فجمع بينهما تأكيدا‏؟‏ أو بينهما مغايرة بحسب المتعلق فهو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة لأن رحمته في الدنيا تعم المؤمن والكافر وفي الآخرة تخص المؤمن، أو التغاير بجهة أخرى فالرحمن أبلغ لأنه يتناول جلائل النعم وأصولها‏.‏ تقول فلان غضبان إذا امتلأ غضبا‏.‏ وأردف بالرحيم ليكون كالتتمة ليتناول ما دق‏.‏ وقيل الرحيم أبلغ لما يقتضيه صيغة فعيل، والتحقيق أن جهة المبالغة فيهما مختلفة‏.‏

    وروى ابن جرير من طريق عطاء الخراساني أن غير الله لما تسمى بالرحمن كمسيلمة جيء بلفظ الرحيم لقطع التوهم فإنه لم يوصف بهما أحد إلا الله، وعن ابن المبارك‏:‏ الرحمن إذا سئل أعطى والرحيم إذا لم يسأل يغضب، ومن الشاذ ما روي عن المبرد وثعلب أن الرحمن عبراني والرحيم عربي، وقد ضعفه ابن الأنباري والزجاج وغيرهما، وقد وجد في اللسان العبراني لكن بالخاء المعجمة‏.‏

    والله أعلم

    سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنه افتتح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة..

    هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً"..

    وهذه السورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنها رقية" ..

    وَسُمِّيَتْ أُمَّ الْكِتَابِ أَنَّهُ يُبْدَأُ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَيُبْدَأُ بِقِرَاءَتِهَا فِي الصَّلَاةِ وَالدِّينُ الْجَزَاءُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ بِالدِّينِ بِالْحِسَابِ مَدِينِينَ مُحَاسَبِينَ

    قوله‏:‏ ‏(‏وسميت أم الكتاب أنه‏)‏ بفتح الهمزة ‏(‏يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة‏)‏ هو كلام أبي عبيدة في أول‏"‏، مجاز القرآن ‏"‏ لكن لفظه ‏"‏ ولسور القرآن أسماء‏:‏ منها أن الحمد لله تسمى أم الكتاب لأنه يبدأ بها في أول القرآن، وتعاد قراءتها فيقرأ بها في كل ركعة قبل السورة، ويقال لها فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بها في المصاحف فتكتب قبل الجميع ‏"‏ انتهى‏.‏

    وقال غيره‏:‏ سميت أم الكتاب لأن أم الشيء ابتداؤه وأصله، ومنه سميت مكة أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها‏.‏

    وقال بعض الشراح‏:‏ التعليل بأنها يبدأ بها يناسب تسميتها فاتحة الكتاب لا أم الكتاب، والجواب أنه يتجه ما قال بالنظر إلى أن الأم مبدأ الولد، وقيل سميت أم القرآن لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على الله تعالى والتعبد بالأمر والنهي والوعد ولوعيد‏.‏ وعلى ما فيها من ذكر الذات والصفات والفعل‏.‏ واشتمالها على ذكر المبدأ والمعاد والمعاش‏.‏ ونقل السهيلي عن الحسن وابن سيرين ووافقهما بقي بن مخلد كراهية تسمية الفاتحة أم الكتاب، وتعقبه السهيلي‏.‏

    و في حديث أبي هريرة مرفوعا ‏"‏ أم القرآن هي السبع المثاني ‏"‏ ولا فرق بين تسميتها بأم القرآن وأم الكتاب‏.‏

    ولعل الذي كره ذلك وقف عند لفظ الأم، وإذا ثبت النص طاح ما دونه‏.

    وللفاتحة أسماء أخرى جمعت من آثار أخرى‏:‏ الكنز والوافية والشافعية والكافية وسورة الحمد لله وسورة الصلاة وسورة الشفاء والأساس وسورة الشكر وسورة الدعاء‏.‏

    وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات .، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة"، يعني اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله . وهذا أيضاً خطأ؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتِّباع..

    وتسمى المثاني; لأنها تقرأ في كل ركعة, ولها أسماء أخر. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به,
    قوله‏:‏ ‏(‏قال‏:‏ الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم‏)‏ في رواية معاذ في تفسير الأنفال ‏"‏ فقال‏:‏ هي الحمد لله رب العالمين، السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ‏"‏ وفي حديث أبي هريرة ‏"‏ فقال‏:‏ إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ‏"‏ وفي هذا تصريح بأن المراد بقوله تعالى ‏(‏ولقد آتيناك سبعا من المثاني‏)‏ هي الفاتحة‏.‏

    وقد روى النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس ‏"‏ أن السبع المثاني هي السبع الطوال ‏"‏ أي السور من أول البقرة إلى آخر الأعراف ثم براءة، وقيل يونس‏.‏

    وعلى الأول فالمراد بالسبع الآي لأن الفاتحة سبع آيات، وهو قول سعيد بن جبير‏.‏

    واختلف في تسميتها ‏"‏ مثاني ‏"‏ فقيل لأنها تثنى كل ركعة أي تعاد، وقيل لأنها يثنى بها على الله تعالى، وقيل لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على من قبلها، قال ابن التين‏:‏ فيه دليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم ليست آية من القرآن، كذا قال، عكس غيره لأنه أراد السورة، ويؤيده أنه لو أراد ‏"‏ الحمد لله رب العالمين ‏"‏ الآية لم يقل هي السبع المثاني لأن الآية الواحدة لا يقال لها سبع فدل على أنه لو أراد بها السورة‏.‏


    حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فَقَالَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ثُمَّ قَالَ لِي لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ


    والحمد لله رب العالمين من أسمائها، وفيه قوة لتأويل الشافعي في حديث أنس قال‏:‏ كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين، قال الشافعي‏:‏ أراد السورة وتعقب بأن هذه السورة تسمى سورة الحمد لله، ولا تسمى الحمد لله رب العالمين، وهذا الحديث يرد هذا التعقب، وفيه أن الأمر يقتضي الفور لأنه عاتب الصحابي على تأخير إجابته‏.‏ وفيه استعمال صيغة العموم في الأحوال كلها قال الخطابي‏:‏ فيه أن حكم لفظ العموم أن يجري على جميع مقتضاه، وأن الخاص والعام إذا تقابلا كان العام منزلا على الخاص، لأن الشارع حرم الكلام في الصلاة على العموم، ثم استثنى منه إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة‏.‏

    وفيه أن إجابة المصلي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا تفسد الصلاة، هكذا صرح به جماعة من الشافعية وغيرهم‏.‏

    وفيه بحث لاحتمال أن تكون إجابته واجبة مطلقا سواء كان المخاطب مصليا أو غير مصل، أما كونه يخرج بالإجابة من الصلاة أو لا يخرج فليس من الحديث ما يستلزمه‏.‏

    فيحتمل أن تجب الإجابة ولو خرج المجيب من الصلاة، وإلى ذلك جنح بعض الشافعية،

    قوله‏:‏ ‏(‏والقرآن العظيم الذي أوتيته‏)‏ قال الخطابي‏:‏ في قوله ‏"‏ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ‏"‏ دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم، وأن الواو ليست بالعاطفة التي تفصل بين الشيئين‏.‏

    وإنما هي التي تجيء بمعنى التفصيل كقوله‏:‏ ‏(‏فاكهة ونخل ورمان‏)‏ وقوله‏:‏ ‏(‏وملائكته ورسله وجبريل وميكال‏)‏ انتهى‏.‏

    وفيه بحث لاحتمال أن يكون قوله‏:‏ ‏(‏والقرآن العظيم‏)‏ محذوف الخبر والتقدير ما بعد الفاتحة مثلا فيكون وصف الفاتحة انتهى بقوله ‏"‏ هي السبع المثاني ‏"‏ ثم عطف قوله ‏"‏ والقرآن العظيم ‏"‏ أي ما زاد على الفاتحة وذكر ذلك رعاية لنظم الآية ويكون التقدير‏:‏ والقرآن العظيم هو الذي أوتيته زيادة على الفاتحة‏.‏

    (‏تنبيه‏)‏ يستنبط من تفسير السبع المثاني بالفاتحة أن الفاتحة مكية وهو قول الجمهور، خلافا لمجاهد‏.‏

    ووجه الدلالة أنه سبحانه أمتن على رسوله بها، وسورة الحجر مكية اتفاقا فيدل على تقديم نزول الفاتحة عليها‏.‏

    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)


    (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.


    الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)


    (الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.


    مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)


    وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة, وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر, وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح, والكف عن المعاصي والسيئات.


    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)


    إنا نخصك وحدك بالعبادة, ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا, فالأمر كله بيدك, لا يملك منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده, وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير اله, ومن أمراض الرياء والعجب, والكبرياء.


    اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)


    دُلَّنا, وأرشدنا, ووفقنا إلى الطريق المستقيم, وثبتنا عليه حتى نلقاك, وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته, الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم, فلا

    سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.


    صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)

    قال أهل العربية ‏"‏ لا ‏"‏ زائدة لتأكيد معنى النفي المفهوم من غير، لئلا يتوهم عطف الضالين على الذين أنعمت‏.‏

    وقيل لا بمعنى غير، ويؤيده قراءة عمر ‏"‏ غير المغضوب عليهم وغير الضالين ‏"‏ ذكرها أبو عبيد وسعيد بن منصور بإسناد صحيح، وهي للتأكيد أيضا وروى أحمد وابن حبان من حديث عدي بن حاتم ‏"‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ المغضوب عليهم اليهود، ولا الضالين النصارى ‏"‏ هكذا أورده مختصرا، وهو عند الترمذي في حديث طويل‏.‏

    وأخرجه ابن مردويه بإسناد حسن عن أبي ذر، وأخرجه أحمد من طريق عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم نحوه‏.‏

    وقال ابن أبي حاتم‏:‏ لا أعلم بين المفسرين في ذلك اختلافا، قال السهيلي‏:‏ وشاهد ذلك قوله تعالى في اليهود ‏(‏فباءوا بغضب على غضب‏)‏ وفي النصارى ‏(‏قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا‏)

    و شرح الآية :
    أي طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين, فهم أهل الهداية والاستقامة, ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم, الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به, وهم اليهود, ومن كان على شاكلتهم, والضالين, وهم الذين لم يهتدوا, فضلوا الطريق, وهم النصارى, ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال, ودلالة على أن أعظم نعمه على الإطلاق هي نعمة الإسلام, فمن كان أعرف للحق وأتبع له, كان أولى بالصراط المستقيم, ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام, فدلت الآية على فضلهم, وعظيم منزلتهم, رضي الله عنهم.

    ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة:


    (آمين), ومعناها: اللهم استجب, وليست آية من سورة الفاتحة باتفاق العلماء; ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.

    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَالَ الْإِمَامُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فَقُولُوا آمِينَ فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

    وروى أحمد وأبو داود والترمذي من حديث وائل بن حجر قال ‏"‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال‏:‏ آمين، ومد بها صوته ‏"‏ وروى أبو داود وابن ماجه نحوه من حديث أبي هريرة‏.


    تم بحمد الله تعالى
    admin
    admin
    Admin


    عدد المساهمات : 19
    تاريخ التسجيل : 12/07/2011

    «۩۞۩ تَفْسِيْرُ سُوْرَةِ اَلْفَاتِحَةِ ۩۞۩ Empty جزاكم الله خيرا على المشاركة الرائعة ونفعنا وإياكم بما نعلم وجعلنا من الصادقي

    مُساهمة  admin الأحد أكتوبر 23, 2011 7:27 pm

    قال شيخنا ابن القيم في كلام له بديع في بدائع الفوائد[أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الاسم العلم ولما كان هذا الاسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا وأما الجمع بين الرحمن الرحيم ففيه معنى هو أحسن من المعنيين اللذين ذكرهما وهو أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف والثاني للفعل فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يجيء قط رحمن بهم فعلم أن الرحمن هو الموصوف بالرحمة ورحيم هو الراحم برحمته وهذه نكتة لا تكاد تجدها في كتاب وإن تنفست عندها مرآة قلبك لم تنجل لك صورتها.]


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:59 pm